المبعوث الأممي بعد لقاءه الخطابي: كربلاء مدينة التاريخ والمستقبل والمرجعية العليا حارسة السلم الأهلي
استقبل محافظ كربلاء نصيف الخطابي، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق الدكتور محمد حسان، في زيارة رسمية تزامنت مع إحياء ذكرى عاشوراء، حيث أجرى لقاء موسّع في مبنى المحافظة تناول مجالات التعاون المشترك بين الحكومة المحلية والمنظمات الدولية، تلاه لقاء مع ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وزيارة لضريح الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال المحافظ خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الممثل الأممي وحضرته (كربلاء بوست)، إن “زيارة المبعوث الأممي إلى كربلاء في هذا التوقيت تعبر عن احترام المجتمع الدولي لخصوصية المدينة ودورها التاريخي والروحي”.
وأضاف “ناقشنا ملفات عديدة تتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ودور وكالات الأمم المتحدة في دعم مسارات التقدم التي تشهدها كربلاء، وخاصة في ظل الخطط المستقبلية التي تنفذ بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية”.
وأضاف “نرحب بهذه الزيارة التي تؤكد عمق العلاقة بين المؤسسات الأممية والمحافظة، والتي تتكامل في إطار الدعم الفني والتنموي والخدمي المستدام”.
من جانبه، أكد الدكتور محمد حسان أن زيارته إلى كربلاء تأتي ضمن برنامج أممي معد مسبقا، واختير توقيتها تزامنا مع الأيام من شهر محرم، احتراما لمشاعر العراقيين وتقديرًا لقدسية المناسبة.
وتابع “اخترنا البدء بزيارة محافظة كربلاء من بوابة محافظها، كما جرت العادة في كل زياراتنا الرسمية للمحافظات العراقية، وقد كان اللقاء مع المحافظ وطاقمه مثمرا، حيث بحثنا سبل تعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية، وهي مجالات تمضي فيها كربلاء بخطى سباقة ومشجعة”.
كما عبر عن اعتزازه بلقاء ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، مشيدا بالدور التاريخي والمفصلي الذي تؤديه المرجعية الدينية العليا في “ترسيخ الأمن الوطني، وحماية النسيج المجتمعي، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي”.
وأضاف “ما رأيته اليوم في كربلاء هو صورة حية لعراق الوحدة والثبات، وما لمسته يجسد بصلابة معنى الانتماء الوطني فوق كل الاعتبارات، والاستقرار الذي يشهده العراق لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة إرادة جماعية وتضحيات كبرى”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن “العراق يسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من الاستحقاقات التنموية حيث أن العراق اليوم منفتح على الاستثمارات الأجنبية والعربية، ومحافظة كربلاء تعد من أكثر المحافظات جاهزية للاستفادة من هذه الفرص، وهناك مشاريع كبرى ستعلن خلال الأيام المقبلة، قادرة على نقل المحافظة والعراق إلى مرحلة جديدة ضمن خارطة الثورة الصناعية والتنمية المستدامة”.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور حسان على أن “أهم موارد العراق ليست فقط نفطه، بل طاقاته البشرية المتميزة التي أثبتت حضورها عالميا”، داعيا إلى “نبذ الخلافات، وتوحيد الصفوف، والالتفاف حول القيادات الوطنية والمرجعيات الدينية من أجل مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا”.
تعليقات 0